بالأمس وفي مؤتمر صحفي تم الكشف عن واحدة من أهم الاكتشافات الفلكية في الفترة الأخيرة.. الكشف عن وجود كميات لا بأس بها من غاز الفوسفين PH3 في طبقات الغلاف الجوي العليا لكوكب الزهرة.. فماذا يعني هذا الأمر؟
لطالما تخيل الفلكيون أن الكوكب المناسب لوجود حياة فيه غير كوكب الأرض هو كوكب المريخ.. لكن المفاجأة جاءت من كوكب الزهرة. لذا دعونا نتعرف على توأم كوكب الأرض والجار الأقرب له، كوكب الزهرة. ونقارنه بكوكب المريخ.
حجم الزهرة يقارب حجم كوكب الأرض بينما المريخ حجمه نصف حجم كوكب الأرض.
يبعد الزهرة عنا في أقرب نقطة 38 مليون كم، بينما يبعد المريخ في أقرب نقطة 55 مليون كم.
الحياة على كوكب الزهرة كانت نظريًا مستحيلة، لأن درجة حرارة سطحه تبلغ 450 درجة مئوية (يذوب الرصاص عند 330 درجة مئوية، وتبدأ سبائك الألمونيوم في الذوبان عند 460 درجة مئوية) والغلاف الجوي يتكون من ثاني أكسيد الكربون، ويبلغ الضغط على كوكب الزهرة 100 مرة الضغط على سطح الأرض. (يساوي الضغط على عمق 1000 تحت سطح البحر)
لهذه الأسباب لم يكن أحد يتوقع أن هذا الكوكب القاسي من الممكن أن يحوي حياة.
لكن عددًا من الباحثين نشروا بحثًا علميًا في واحدة من أرقى المجلات العلمية المحكمة، عن وجود غاز الفوسفين في طبقات الجو العليا لكوكب الزهرة.
ما هو غاز الفوسفين؟
غاز الفوسفين (ذرة فوسفور وثلاث ذرات هيدروجين) ينتج عن العمليات الحيوية للكائنات الحية، وجود هذا الغاز وبهذه الكميات يعني أن هناك كائنات حية تعيش في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة وتنتج هذا الغاز.
طبعًا وجود الغاز لا يعني أن هناك كائنات حية، لكنه يشير إلى إمكانية وجودها.
المشكلة التي تحير العلماء أن طبقات الجو العليا لكوكب الزهرة تحوي غاز ثاني أكسيد الكبريت.. وهو غاز سام جدًا ولا يسمح للكائنات الحية بالعيش.. فمن أين جاء غاز الفوسفين؟!
ستتضح الأمور أكثر إذا تم إرسال مركبة فضائية لأخذ عينات من الغلاف الجوي للزهرة وفحصها وتحليلها مخبريًا..
ملاحظة: لا يمكن إرسال مركبات فضائية لتحط على سطح كوكب الزهرة، بسبب الحرارة المرتفعة والضغط الشديد.
تخيلوا .. نكتشف حياة جديدة وكاملة، لا تتأثر بثاني أكسيد الكبريت، ويتنفسوا ثاني أكسيد الكربون، وإذا درجة الحرارة أقل من 300 درجة سيموتوا برد.. وبسبب كثافة غلاف الكوكب لم نشاهدهم!!
حاجة عظيمة
ملاحظة أخيرة ما لها أي داعي.. قوانين الفيزياء التي تسمح للناس باستخدام الهواتف والانترنت والسيارات هي نفسها القوانين التي تحكم عمل التلسكوبات التي تشاهد الزهرة والمريخ على هذه المسافات الهائلة. وفي ناس مقتنعين أن الزهرة والمريخ ثنتين لمبات معلقات في السقف حق الأرض المسطحة